رقاقة إلكترونية لتشخيص حالات الأزمة القلبية

ابتكر فريق من الباحثين الأمريكيين تقنية جديدة قد تمكن المختصين مستقبلاً من الكشف عن حالات الأزمة القلبية خلال دقائق، ودون الحاجة إلى إخضاع المريض للفحص السريري، أو سحب عينات من دمه.

واستطاع فريق من الباحثين، بقيادة علماء من جامعة تكساس فى أوستن، ابتكار رقاقة الكترونية بيولوجية، ُتحمل على بطاقة مشابهة للبطاقات الائتمانية، بحيث يمكن تطويرها لتستخدم فى تحليل لعاب المرضى المشتبه بإصابتهم بأزمة قلبية، فتؤكد تشخيص الحالة خلال 15 دقيقة.

وحسب ما أوضح فريق الباحثين، ستتمكن الرقاقة من كشف الحالات التى يشتبه بإصابتها بأزمة قلبية، أو التى تلك تمتلك عوامل خطورة عالية فى هذا الجانب، ليستفاد منها فى تحديد الحالات الطارئة، سواء تم ذلك أثناء نقل المريض فى سيارة الإسعاف، أو فى عيادة طبيب الأسنان.

كما يمكن أن تغدو البطاقات متاحة للجمهور، فتباع فى الصيدليات.

وبحسب الدكتور جون ماكديفيت أستاذ الكيمياء والكيمياء الحيوية من جامعة تكساس فى أوستن، وهو الباحث الرئيسى فى الفريق ومصمم الرقاقة الجديدة، يشعر العديد من ضحايا الأزمات القلبية، وخصوصاً النساء، بأعراض عامة وغير مميزة للإصابة القلبية، فيؤخرون مراجعة الأطباء إلى وقت لاحق، ما يتسبب بحدوث تلف فى النسيج القلبى لديهم.

ويضيف "ماكديفيت"، بأن الابتكار الجديد، الذى لا يزال فى مرحلة التجربة السريرية، يعد بإمكانية تشخيص الإصابة فى وقت مبكر، ليساعد ذلك على تحسين سرعة ودقة التشخيص بالنسبة لهذا النوع من الحالات.

وتتلخص فكرة الاختراع الجديد فى استخدام بضع قطرات من لعاب المريض، توضع على الرقاقة المشار إليها، ومن ثم تحمل على بطاقة تقارب فى حجمها حجم البطاقة الائتمانية، ليتم إدخال الأخيرة فى جهاز خاص، وبشكل مشابه لطريقة وضع البطاقة الائتمانية فى الصراف الآلى ATM، ليقوم الجهاز بتحليل عينة اللعاب، وإعطاء النتيجة خلال فترة لا تزيد عن 15 دقيقة، ما قد يساعد على إنقاذ حياة المريض.

وطبقا ًلما أشار المخترعون، ستعتمد هذه التقنية على وجود مجسات بيولوجية حساسة فى الرقاقة، والتى تمت برمجتها لتكشف عن مجموعات من البروتينات الموجودة فى اللعاب، لتدلل على حدوث إصابة قلبية.

يذكر أن أمراض القلب والشرايين تعد المسبب الأول للوفاة فى الدول المتقدمة، بما فى ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يقدر مختصون عدد الأمريكيين الذين سيصابون بأزمة قلبية جديدة، خلال العام الحالى "2008" نحو 770 ألف شخص، أما المعرضون لمواجهة أزمة قلبية أخرى فيصل عددهم إلى نحو430 ألف مريض.